أدخل الباحث لورنس فينوتي مصطلحي "توطين" وتغريب" إلى علم الترجمة كطريقتين مختلفتين للتعامل مع النص. ينطبق المصطلحان على عناصر عدة ومنها بناء الجمل وصياغتها وهذا ما سنركّز عليه في بحثنا هذا.
يتميز أدب الطفل السويدي بجمله القصيرة ولغته البسيطة بينما أدب الطفل العربي في أحيان كثيرة يركّز على سلامة اللغة والمستوى العالي من التعبير فسؤالنا هو: ماذا يحدث عند ترجمة نص يتميّز بلغته البسيطة إلى لغة تتوقع من أدب الطفل أن يكون مصدراً ذا قيم أدبية لتعليم العربية الفصيحة؟ هل يتم توطين اللغة في الكتب المترجمة أي تعديلات في الجمل السويدية القصيرة والمباشرة إلى مستوى أدبي أم هل يحافظ المترجم على المستوى اللغوي ويقوم بنوع من تغريب النص من حيث التعبيرات وتكوين الجمل؟ ناقش اللغويون والنحاة العرب مفهوم الجملة في العربية وقسّموها إلى جمل كبرى وجمل صغرى ومن خلال هذا التقسيم بدأنا بتحليل نحوي ولغوي لنصوص معاصرة للأطفال مكتوبة باللغة العربية وثم نصوص معاصرة للأطفال مكتوبة باللغة السويدية ومترجمة إلى العربية وقارنّا صيغ جملها وتركيبها مع النصوص العربية. كذلك استعملنا نظرية تكرار الكلمات المتداولة وقارنّا الكلمات المستعملة بالنصوص العربية والسويدية. وجدنا من خلال تحليلنا للنصوص أنّ هناك فرقاً بين النصوص من حيث البناء وأيضاً اختيار الكلمات وهذا أدى إلى نوع من التغريب في ترجمات الكتب السويدية.