يتأثّر الأدب عادةً بمتغيرات الواقع التي تفرزها مرحلة مضطربة سياسيّاً وتاريخيّاً، ويتمثّل هذا التأثّر في التشكيل الفنّي والدلالي للعمل الأدبي، ولعلّ هذا المبدأ، قد عاد بقوة إلى الدراسات النقدية التي خرجت من تأثيرات المذهب البنيوي الوصفي، ونظرتْ إلى الأدب على أنه نتاج علاقة مثمرة ودالة بين الفن والتاريخ. ولأنّ أدب الشتات قد كُتبَ في ظلّ ظروف غير طبيعيّة سياسياً واجتماعياً، ونشأ في محيطٍ آخر يحتوي على مشكلات عديدة تواجه الأدب من جهة والإنسان المنفي من جهة أخرى، فإن هذا النوع من الأدب اكتسب مزايا في التشكيل الفنيّ والمضموني، يحاول هذا البحث أن يتناولها من خلال دراسة رواية "الإسكندرية 2050، وهي رواية غنية بأحداثها وشخصياتها وأفكارها، فهي تتيح إمكانية قراءات متعددة، لما تحتويه من موضوعات متنوعة ومتشابكة مع بعضها بطريقة فنية لتشكّل الهيكل الفني للرواية.