كانت الدلالة موضوعاً خصباً وحقلاً مثيراً للاهتمام في دراسات اللغويين والفلاسفة، وصارت هدفاً لكل تلك الدراسات لارتباطها بنظريات الإدراك والمعرفة. لقد ارتبطت الدلالة في الدراسات اللسانية الحديثة بنظريات عديدة، وسوف يركز بحثي على النظرية السياقية كما وضع جذورها قديماً، اللغويون والبلاغيون العرب كعبد القاهر الجرجاني، وكما أرسى مبادئها في العصر الحديث العالم البريطاني فيرث بنظرية أطلق عليها: النظرية السياقية، والتي أخرجت الدلالة من مجالها النحوي التركيبي إلى مجالات أكثر سعة من ذلك التركيب على الرغم من أهميته التي لن نتغافل عنها بالتأكيد. سأتناول في هذا البحث السياق بأنواعه المختلفة التي حددها اللغويون مثل: أحمد مختار عمر وتمّام حسّان وأحمد محمد قدور: السياق اللغوي، والسياق العاطفي، والسياق الثقافي، وسياق الموقف، والوظيفة التي تؤديها هذه السياقات لتشكيل دلالة الكلام، وسوف أقوم بفحص تلك المستويات السياقية من خلال تمثلاتها في البناء اللساني لقصيدة: النائمة في الشارع، لنازك الملائكة.